آخر الأحداث والمستجدات 

هيئات وجمعيات مدنية بمكناس تدعوا إلى الحد من الزحف الإسمنتي وتخصيص مساحات خضراء للساكنة

هيئات وجمعيات مدنية بمكناس تدعوا إلى الحد من الزحف الإسمنتي وتخصيص مساحات خضراء للساكنة

تعتبر المساحات الخضراء والحدائق العامة أحد أهم مرافق الترويح عبر التاريخ، ذلك أنها الأقدم والأيسر والأقل تكلفة، وهي في الغالب الأقرب لمكان السكن، وقد تزايد الاهتمام بإنشاء الحدائق وبالتالي ارتيادها، مع التطور الحضري والانتشار العمراني والازدحام الذي أدى إلى تزايد الطلب على الأراضي للاستخدامات التجارية والصناعية والسكنية على حساب المناطق الخضراء، وقد تفاقمت هذه المشكلة مع التزايد السكاني المطرد الذي شهدته معظم المدن، فأضحت قضية الترويح وعدم توفر المساحات الخضراء والحدائق العامة تثير اهتمام مخططي المدن الذين باتوا يبحثون عن إيجاد أماكن ترويحية جديدة يقضي فيها المواطن بعضاً من أوقات فراغه، وبالطبع فإن المشكلة تفاقمت مع الامتداد الأفقي للمدن وارتفاع أسعار الأراضي في ضواحي المدن الذي أدى إلى تنافس غير عادل بين استخدامات الأرض لأغراض تجارية على حساب الاستخدام الترويحي.

خاصة  إذا ما علمنا أن تزايد سكان المدن وانتشار ظاهرة التحضر، أدى إلى توسع المدن بشكل واضح، وخلق مشاكل اجتماعية واقتصادية لساكنيها، ذلك أن الأعداد المتزايدة من القادمين الجدد والأمكنة الشاسعة التي شغلوها أدت إلى نوع من الضياع بالنسبة للأسر المنفردة وأبناءها، حتى غدا العيش في بعض المدن بما فيها مدينة مكناس أمراً صعباً ، لذلك فإن وجود المناطق الخضراء والحدائق العامة أصبح ضرورياً لهؤلاء السكان المتعبين نفسياً ، فهي مريحة للنفس ومهدئَة للأَعصاب، وخاصة لسكان المدن التي تعاني من الضوضاء والضجيج وأَصوات الباعة في الأسواق المزدحمة بالمتسوقين، وتزداد الفائَدة عندما تتوافر مناطق للجلوس في هذه الحدائَق.

ولهذه الغايات تطالب بعض جمعيات المجتمع المدني بمكناس بوقف عملية تقزيم المساحات الخضراء بالعاصمة الإسماعيلية، كما طالبت بفتح تحقيق بخصوص ما تصفه هذه الهيئات المدنية بـ«الخروقات المسجلة في مخالفة التصاميم ووثائق التعمير»، لأن العاصمة الإسماعيلية تعاني من الاختناق الناتج عن وجود مناطق صناعية في المدينة ومن الغزو الإسمنتي.

 ويقول فاعل جمعوي حسب ما جاء في مقال نشر بجريدة الأحداث المغربية اليوم الجمعة 7 مارس 2014م، «أن عدم الاهتمام بالمساحات الخضراء يطرح أكثر من علامة استفهام حول التوجهات والاختيارات المتبعة في إنجاز مشاريع تأهيل المدينة، التي تطغى عليها روح الارتجالية وغياب الحس الجمالي، وهذا يرجع، إلى الفوضى العارمة التي يشهدها قطاع البناء، ما يشكل فضيحة كبرى تتطلب فتح تحقيق نزيه حول الطريقة المعتمدة في الترخيص لهذه المشاريع».

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر من المجتمع المدني، «أن بعض المنعشين العقاريين لا يولون أي اهتمام للمساحات الخضراء، أثناء إنجاز وحداتهم السكنية، دون احترام تصاميم التهيئة»، وهو الأمر نفسه الذي سبق أن زكاه  أحد المهندسين المعماريين بالقول «أن المدينة شهدت إنجاز العديد من الوحدات السكنية، لكن دون أن يواكب ذلك إحداث المساحات الخضراء»، مضيفا «أنه على السلطات المحلية أن تضغط على المنعشين العقاريين لاحترام تصاميم التهيئة، خاصة الجوانب المتعلقة بالمساحات الخضراء، لأنه لا يعقل أن تتحول مكناس إلى مقبرة إسمنتية، فهذا يساهم من حدة الضغط النفسي، الذي يشتكي منه العديد من سكان هذه المدينة».

وفي مبادرة منها  قامت شركة العمران  بعملية إعادة الحياة لحديقة ابن سيناء  التاريخية ، حيث أصبح بإمكان أبناء الأحياء المجاورة أن يجدوا فضاء للعب و لقضاء وقت ممتع، إلا أنه وللمؤسف لم تدم فرحة الساكنة. يقول أحد السكان «بعد سنة على إحياء حديقة ابن سيناء من طرف شركة العمران  بشكل ملفت للنظر، وعوض أن يهتم المجلس الجماعي  بهذه التحفة الجمالية، ويخصص لها حارسا لحراستها وعمالا لتنظيفها والحفاظ على أغراسها، تنصل المجلس من مسؤوليته وتركها للضياع  والاتلاف من جديد، لتمتلئ أزبالا ومخلفات منزلية. كما يفد إليها شباب من مناطق بعيدة يعبثون فيها، ولهذا نطالب الجهات المسؤولة التحرك لحماية والحفاظ على هذا الفضاء  الجمالي التاريخي الأخضر، الذي يعتبر ملكا للمدينة».

ولم يغفل الفاعلون المدنيون دعوة السلطات المحلية والمنتخبة في مكناس  للاهتمام أكثر بالجانب البيئي، وعدم ترك المجال فسيحا لما أسموه «لوبيات العقار»، ليتحركوا بدون حسيب أو رقيب، على حساب صحة المواطنين والمنظر الجمالي للمدينة.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : جريدة الأحداث المغربية
التاريخ : 2014-03-07 15:42:53

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك